الزلزال
الزلزال بقلم الطاهر وطار ... لا رأسي متعب، وهذا الحجر، يأتي على ما تبقى من أعصابي. الهواء خانق وسط المدينة، ثم هذا الخلق الذي لا ينقطع عن الذهاب والمجيء. لولا المسألة الهامة التي جئت من أجلها لغادرت عالم الآخرة هذا حالاً، ودون أي تردد، فم يبق في هذا البلد إلا ما هو شكلي. وحتى هذا الشكلي، من المناهج والمباني والجسور، وبعض أسماء وعناوين الأماكن، لن يلبث على ما يبدو، أن يستسلم للضغط الفوقي، والتخريب التحتي.. تذهل كل مرضعة.. يا صاحب البرهان حركها بهم وبمنكرهم.. الهواء امتصوه..! الزلزال إحساس، يتقدم أو يتأخر أو يكون في حينه.. قضوا على المدينة، واتجهوا إلى الريف يتآمرون على عباد الله الصالحين فيه. آه.. رفع رأسه، فقابلته لافتة تعلن: نهج خراب ساعد.. حرك رأسه كأنما يصادق على الجملة، ثم أعلن: -ابن خلدون يخلد في النار على عبارته، فالعرب الذين جاؤوا بالدين الحنيف، لا يمكن أن يكونوا شعار لخراب الحياة.. لكن ها هو الواقع يصدقه، فلم يقتصروا على تخريب الحياة فقط، وإنما انطلقوا إلى الدين أيضاً يخربونه. العربي يبني بيد ويخرب بأخرى. كلا، كذب ابن خلدون، وخلد في جهنم، هؤلاء ليسوا عرباً. وليسوا بربراً، ولا حتى وندالاً أو تتاراً أو مغولاً أو أقباطاً. هؤلاء إما أن يكونوا روساً سلطهم الله على البلاد ليحطموا مقوماتها، وإما أن يكونوا بلا أصل ولا فصل ولا دين أو ملة…