أدبية الخطابة الإسلامية
أدبية الخطابة الإسلامية بقلم علي مهدي زيتون ... مهما يكن من أمر صفات الخطيب، فإنه غالباً ما يكون من النخبة. ولا يعني ذلك أنّ تملّك المنظومة المرسلة للمنظومة المتلقية أمر سهل. قد يكون الأمر أكثر صعوبةً. فالجماعة تتمثّل بالمنظومة الأدنى من بين المنظومات التي يمتلكها أفرادها. ويتطلّب هذا من الخطيب أن يقيم مواءمة بين منظومته من جهة، ومنظومة الجماعة من جهة أخرى. وتشكّل هذه المواءمة عائقاً سلبياً أمام منظومة الخطيب المفاهيميّة. ففي الخطبة لا تقوم مواجهة بين منظومتين. ما يقوم تواضع المنظومة الأرقى أمام المنظومة الأخرى؛ لأنّ التملّك المقصود، من الخطيب، ليس تملّكاً إبداعياً عامّة ينحصر في استتباع منظومة المتلقي، ولكنّه تملّك لموقف المتلقّي وسلوكه. ولا يتمّ ذلك من دون إقامة جسر يسهّل عبور المتلقي بمنظومته المتواضعة إلى التعامل بإيجابيّة مع منظومة الخطيب.