حوارات ساخنة 2

حوارات ساخنة 2 بقلم محسن دلول ... محسن دلول، ذاكرة وقاّدة، وينبوع يتدفق بزخم شلال هادر، ثقافة ومعرفة وأفكاراً ورؤى، وروايات عن أحداث أحاطت بتاريخ لبنان الحديث. تدفق الذاكرة عند أبي نزار بالمعلومات والمعطيات في مجالات الفكر والسياسة والدين والشعر والأدب وعلم الاجتماع لايعرف الشح ولا الجفاف؛ فالمنسوب عنده في تزايد مضطرد، وليس في تناقص كما يخّيل للبعض، كيف لا، وهو القارئ النهم، والناشط بلا حدود، رغم المجازفات، في أدوار راكمت عنده خبرة وتجربة ومعارف قلما وجدتها في شخص آخر. وهذا الكتاب: حوارات ساخنة (2)، هو حصيلة مجموعة من الحوارات التلفزيونية والإذاعية وفي الصحافة المكتوبة ومع المواقع الإلكترونية، تغطي رأي ومواقف ومعلومات الوزير والنائب الأسبق والسياسي المخضرم "محسن دلول" عن مرحلة ما بعد زلزال العام 2005 الذي أحدثه اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي ما يزال اللبنانيون يعانون من ارتداداته حتى اليوم. وفي هذا الكتاب ينقلنا أبو نزار مع محاوره إلى بلدته علي النهري فيستذكر فيها نشأته وصباه، كما ينقلنا إلى زحلة، المدينة المحببة لقلبه التي نهل منها العلم في مدرستها الشرقية وازدان بأهلها حباً وعطاءً حتى قال فيها: "إلى زحلة، أنت التي نحن فيك الآن، وفيك في كل آن ولك في كل أوان"، كما يجول بنا إلى قضاء زحلة بكل بلداته وقراه، فهو ميدانه الاجتماعي الأرحب بكل تلاوينه الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وعبر صفحات الكتاب، ستجده ينطق بدون مواربة وبوضوحه السياسي المخضرم، والمثقف المستنير بحكمه الصريح عما أُطلق عليه "الربيع العربي"... ويدلو برأيه في تجارب البلدان العربية بصراحته وصدقيته المعهودة بدون مواربة ولا تدليس. وعبر صفحات الكتاب يستذكر أيضاً مع محاوره أحداثاً ومواقف وأدواراً لعون وجعجع، لوليد جنبلاط وسعد الحريري والرئيس لحود وغيرهم من قادة لبنانيين وعرب مع حفظ الألقاب. كما يتضمن الكتاب آراء محسن دلول بـ (الدولة) بأبعادها السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية؛ بصفتها دولة مدنية ودولة الرعاية الاجتماعية، لا دولة المحاصصة الطائفية والمذهبية. أما القسم الأخير من الكتاب فقد خصص لكلمات المشاركين في حفل توقيع كتاب (حوارات ساخنة: من كمال جنبلاط إلى رفيق الحريري)، وكتاب (السياسة والحكم) الذي أقيم في فندق القادري في مدينة زحلة في شباط 2007. يبقى أن نشير، هو أن الحوارات مع الوسائل المرئية والمسموعة نُقلت كما هي، بتواريخها وبأسماء المحاورين، ولكن جرى تحويلها من حديث باللغة المحكية إلى كتابات باللغة الفصحى في مجالي الأسئلة والأجوبة مع المحافظة على المضمون كما هو في كلتا الحالتين.