ما يجلبه القمر

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

ما يجلبه القمر بقلم لافكرافت ... أكره القمر وأخشاه، فحين يشرق على مشاهد مألوفة ومحبّبة فإنه يجعلها غريبة وبشعة. كان الزمن فصل الصيف عندما أشرق القمر على الحديقة القديمة التي كنتُ أتجول بها؛ وسط أطياف الصيف والزهور المخدّرة وبحار أوراق الشجر النديّة التي تُلقي على المرء أحلاما مجنونة ذات ألوان زاهية. وعندما مشيتُ بجانب تيار الماء الصافي والضحل رأيت تموّجات غريبة يعلوها نور أصفر، كما لو أن تلك المياه الهادئة لم تقاوم التيار الذي أخذها إلى محيطات غريبة ليست من هذا العالم. صامتة وملألئة... مشرقة ومؤذية... رأيتُ تلك المياه التي لعنها القمر وهي تجري ولا أعلم إلى أين مسعاها؛ بينما ارتعشت أزهار اللوتس البيضاء على ضفاف النهر واحدة تلو الأخرى تحت ريح الليل الهادئة وسقطت على الجدول بكل يأس، وحامت بعيدا تحت الجسر الصخري المقوّس، وهي تحدّق إلى الوراء بنظرة شريرة أتت من وجه هادئ وميت. جريت على طول الشاطئ وأنا أسحق الزهور النائمة بقدميّ الغافلتين وقد أصابني الجنون بسبب خوفي من أشياء مجهولة، ورأيت تحت نور القمر أن الحديقة لا نهاية لها؛ فالمكان الذي انتصبت فيه الجدران في النهار، رأيت محلّه الآن آفاقا جديدة من الأشجار والمسارات والزهور والشجيرات، والأصنام الحجرية والمعابد، وانحناءات الجدول الذي أناره القمر الأصفر وسط الضفاف المعشوشبة وتحت جسور الرخام البشعة. وهمست لي أزهار اللوتس الميتة بكل أسى، ودعتني أن أتبعها، كما لم أتوقّف عن المشي حتى تحول الجدول إلى نهر، وسالت مياهه على ساحل بحر شاسع ومجهول وسط أعمدة القصب المتمايلة والمستنقعات والشواطئ التي يعلوها الرمل اللامع. أشرق القمر البغيض على هذا البحر، وعلى أمواجه الصامتة وُلِدت روائح غريبة. رأيت أزهار اللوتس وهي تختفي، وتمنيت لو أنّي أملك شبكة لأمسكها فأتعلم منها

نبذة عن الكاتب

لافكرافت لافكرافت

هوارد فيليبس لافكرافت وُلِـــد هـــــوارد فيليبس لافكرافت عام 1890. ترعرع فتى مدللًا يُتلَـــــى عليه الشِّعر منذ أن كـــان عمـــــــره عامين. بدأ القراءة بعمر الثالثة والكتابة بعمر السادسة. اكتشف حبه للعلوم بعمر الثامنـــــة، أولًا، علوم الكيمياء ثم علم الفــــــلك، بالإضافـــــــة إلى قراءاته في علم التشريح من بعض الكتب المتوافرة بمكتبة العائلة. أول ما كتبــــــــــه من أدب كان إعادة صياغة لـ"الأوديسة" في 88 بيتًـــــــــا شعريًّا بعام 1897، ولكنـــــه كان قد بــــدأ بكتابة أدب "الخيال الغريب" –أو أدب ما وراء الطبيعة- فـــــي الحيـــن نفسه، كان يكتـــب لنفسه في مجـــلة أسمــــاها "المتنصت النبيل". ومــــن أعمــــــاله "الظلام على مدينة إنزماوث"، "الدخيـــــــــــل والآخــــــــــــــرون"،"أســـــــــطورة كتـــولــــو"وتُرجمــــــــــت أعمــــــاله للعديد من اللغـــــات مـــــــن جميـــــع أنحاء العالم. توفي لافكرافت عام 1937.

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد