نصف مرآة

نصف مرآة بقلم هوايدا أبو سمك ... هل الموتُ مُؤلم؟!.. جدتي الراحلة أخبرتني وأنا صغيرةٌ أنه راحةٌ من هموم الدنيا، ولكنها عاشت 80 عامًا كاملةً رأت فيها من كلِّ فتن الحياة، حتى إنها استقبلت الموتَ بالأحضان عندما أتاها، ولكني لن أفعل. سأنهضُ الآن من نومي، سأهزمُ يأسي، سأتحرَّك، سأمزِّق قبري قبل أن أدفن به، فلينمْ هناك أحدٌ آخر.. دعوني فقط أخبر ابنتي الصغيرة أني أعشقها.. فليتركني حتى أطمئنَ عليها، وأراها كبيرةً، لو هجرتها الآن لن تتذكرني بعد ذلك، لن تعرفني. قد تظن لسنوات أنك تعيش حياة سوية طبيعية، وإذا دققت النظر ستكتشف أن حياتك من صنع غيرك، وأن تصرفاتك اليومية هي نتاج لضغط يمارس عليك دون حتى أن تدري، وأن هناك من يركلك بقوة لتعود للخلف.